كيفة كتابة البحث

12.04.2014

مفهوم البحث العلمي:

هناك عدد من التعريفات في إطار البحث عن تحديد مفهوم البحث العلمي و إذا حاولنا تحليل مصطلح البحث العلمي نجد أنه يتكون من كلمتين “البحث” و “العلمي” ، يقصد بالبحث لغوياً الطلب أوالتفتيش أو التقصي عن حقيقة من الحقائق أو أمر من الأمور. أما كلمة العلمي فهي كلمة تنسب إلى العلم، والعلم معناه المعرفة والدراية وإدراك الحقائق، ووفقاً لهذا التحليل، فإن “البحث العلمي” هو عملية تقصي منظمة بإتباع أساليب ومناهج وطرق علمية محددة للحقائق العلمية بغرض التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها.

موضوع البحث :

لعل أصعب جزء في عمل الطالب هو اختيار موضوع البحث. فالموضوعات لاتكشف عن نفسها بسهولة، ولكنها تظهر وتتضح عندما يقرأ الطالب كثيرا في موضوع معين مدفوعا برغبة ذاتية. فمثلا على طالب الا قتصاد الصناعي أن يسأل نفسه : أي القطاعات او الصناعات تثير اهتمامه وشغفه ؟ وما لم يكن للطالب معرفة عامة بالموضوع، فعليه أن يبدأ بفكرة مختصرة عن الصناعة من شبكة المعلومات او كتاب صغير ثم ينتقل بعد ذلك الى كتب ومواقع تطرح الموضوع أكثر تفصيلا. وبمداومته القراءة سيجد نفسه أكثر ميلا لقطاع معين في صناعة محدد ة. ويجب أن يتميز الموضوع و أن يكون فريدا من حيث طريقة المعالجة والنتائج النهائية التي تعتبر اثراء للمعرفة البشرية واضافة لها .والموضوع الجيد هو الذي يحظى باهتمام الطالب وشغفه كما يجب أن يكون للموضوع بعد مناسب .بمعنى أن يكون محدودا من حيث المجال والحجم والمعرفة التي سيضيفها وأن يكون مناسبا لقدرات الباحث .

المصادر المبدئية للبحث :

هناك العديد من المصادر العامة لأي موضوع من الموضوعات. ومن خلال قراءة الباحث والمناقشات والاتصالات التي يجريها والتقارير التي يطلع عليها ستتكون لديه مراجع بحثه ويمكنه أن يشرع في اعداد قائمة بعناوين الكتب والدوريات التي ستشكل مراجع البحث .
وعليه أن يدون وهو يقرأ المراجع الواردة في الكتاب او الصحيفة التي يقرئها فقد يجد فيها مرجعا يستفيد به في بحثه. وفي هذه الحالة يجب أن يدون عنوان الكتاب واسم مؤلفه ومحتوياته على بطاقة. وسوف يشكل هذا العمل الأساس الذي تبنى عليه قائمة مراجعه .

الخطوط العريضة للبحث :

الدراسات السابقة
كتابة البحت تتطلب جمع وافر مع النقد البناء للمعرفة والمعلومات الموجودة عن الموضوع لتتكون لذا الباحث وعي كامل باخر المستجدات عن الموضوع، وكذلل لوضع عدد من المقترحات تهدف لكيفية تجاوز العوائق لاضافة معلومة جديدة عن هذا الموضوع. ويحتاج هذا العمل المهارات والخبرات لاختيار المواضيع والكتب ذات العلاقة بالبحث.

الافتراضات :
يقوم بعض الأبحاث على أساس وضع افتراضات قائمة على الحقائق واختبار هذه الفرضيات، وعندما يتوصل الطالب الى هذه الفرضيات , عليه أن يدونها على الورق لتكون أول الخطوط العريضة لبحثه. ويجب أن يكون مستعدا لتغيير هذه الخطوط مع زيادة معرفته نتيجة لزيادة قراءته في الموضوع .

تدوين الملاحظات :
عندما يبدأ الطالب في تدوين ملاحظاته, وهو أمر سيفعله أثناء بحثه وقراءئه , فعليه أن يتجنب كتابتها في كراسة أو مفكرة . ذلك أنه سوف يصعب عليه أن يعيد تنظيم ما دونه من ملاحظات عند كتابة رسالته . وقد تخلط الملاحظات ويضيع منه أفضل ما قام بتدوينه .وأفضل طريقة هي استخدام البطاقات لتدوين الملاحظات. ولو أن الطالب كتب حقيقة واحدة في كل بطاقة فسيسهل عليه أن يرتب ملاحظاته قبل أن يشرع في الكتابة . ويجب أن تحمل كل بطاقة احالة الى مصدرها حتى يستطيع الطالب أن يرجع الى الحقيقة المطلوبة بيسر وسهولة في أي وقت . أضف الى هذا أن البطاقات سوف تفيده في وضع قائمة مراجعه .

الالتزام والتقيد قدر الامكان بفروض البحث :
تميل البحوث للأسف في بعض الأحيان الى الانحراف بعيدا عن الخطط الأساسية والافتراضات التي بدأ منها الباحث نتيجة للاهتمام الزائد ببعض التفاصيل الجانبية لسوء تقدير أهميتها لموضوع البحث وحتى يمكن تجنب هذا فمن المهم تحري الدقة في اتباع المنهج المرسوم والفرضيات عند بحث التطورات كافة التي يمر بها الباحث .قد يلجأ الباحث لتغير او الغاء فرضية او اكثر ولكن لا يعني هذا الخروج نهائيا عن سياق الفروض المبدئية للبحث لان في هذا مضيعة للوقت.

النتائج :

يجب على الطالب أن يتأكد من أن النتائج التي يتوصل اليها تنبع منطقيا من المقدمات والفروض التي ساقها, ذلك أن هذه النتائج هي الاضافة الفعلية والعلمية لصاحب البحث. كما يجب أن تكون صياغتها واضحة وتقوم بالفعل على المناقشات والحقائق التي سبق التعرض لها وفي المراحل النهائية من البحث على الطالب أن يتجنب التعرض لنواحي جديدة من الموضوع مهما بدا ذلك مغريا .

الكتابة

يجب على الطالب أن يعبرعن أفكاره بأسلوب مفهوم بعيدا عن الغموض. ان الغموض وليد التفكير المشوش والمعرفة الغير مكتملة. ويستطيع الطالب أن يوفر على نفسه مشقة اعادة كتابة بحثه أو تنقيحه لو أنه قام باعداد مسودات قصيرة لأبواب الرسالة أثناء ترتيب أفكاره . وستكون هذه المسودات بمثابة خطوط عريضة يستطيع أن يغير فيها ويضيف اليها أثناء بحثه. ويستطيع الطالب أن يغرس في نفسه الاحساس بالنظام بملاحظته أعمال الآخرين فيخص بعض قراءته ليدرس كيف يتألف الكتاب من أبواب وفصول وكيف تتألف الفصول من فقرات. هذا النوع من التركيزمن شأنه أن ينمي لديه الاحساس بالشكل. ولا شك أن الأسلوب الجذاب مهم. ويجب استخدام الكلمات المباشرة والجمل القصيرة والواضحة مع تجنب المحسنات اللفظية كالاستعارة والكناية ما أمكن ذلك. عندما يستشهد الطالب بأقوال غيره فيجب أن يتحرى الدقة ويتجنب الاطالة وألا يورد الا ما يدعم فكرته او موضوعه.

متطلبات ضرورية في كتابة البحث وهي

تصميم صفحة العنوان.
تنظيم صفحة المحتويات وهي تشمل عناوين فصول البحث الرئيسة والفرعية.
الفصل الاول المقدمة.
الفصل الثاني الدرسات السابقة.
الفصل الثالث منهجية وطريقة البحث.
الفصل الرابع الخاتمة ونتائج البحث.
المراجع.

تنظيم مصادر ومراجع البحث.

ويجب أن يتبع الطالب اسلوب علمي متعارف عليه في ذكر اسم بحث منشور في كتاب أو في دورية أو صحيفة أو وثيقة، وتنظم المراجع ابجديا، فيتبع الآتي للاشارة للمرجع:

الكتب :

يذكر اسم المؤلف وعنوان الكتاب ( ثم اسم المترجم اذا كان الكتاب مترجما ) ورقم الجزء ( ان وجد ) والطبعة والناشر ومكان النشر وسنة النشر ورقم الصفحة أو الصفحات .

الصحف :

عنوان المقالة واسم المؤلف واسم الصحيفة وتاريخ العدد ورقم الصفحة , ويجب استخدام الصحف بتحفظ شديد واختيار دقيق حيث انها لا تعتبر من المصادر العلمية المعتمدة .

المواقع:

عنوان الموقع وتاريخ الدخول لهذا الموقع.

أخطاء شائعة في كتابة البحث

هناك أخطاء شائعة قد لا يفطن لها الطالب في المراحل الأولية من اعداد البحث. ويجب على الطالب أن يتفادى هذه الأخطاء. ومن أمثلة هذه الأخطاء :

عدم ذكر المراجع :

مما هو متعارف عليه أن العمل الأكاديمي يتوقف الى حد ما على عمل الآخرين وهذا أمر جدير بالتنويه . كذلك من المهم للطالب عندما يكتشف مادة مفيدة للبحث أن يعرف كيف يرجع اليها مرة أخرى لمزيد من البحث واستكمال التفاصيل. ان الاستفادة بأعمال الآخرين بدون ذكر المراجع يعتبر من قبيل عدم الأمانة العلمية فضلا على أنه قد يؤدي الى رفض البحث في بعض الأحيان .

إنعدام التوازن :

اذا تعرض الطالب لأكثر من نقطة أساسية في رسالته يفترض أنها على القدر نفسه من الأهمية فلا يجب معالجة واحدة على حساب الأخرى . واذا عقد مقارنة بين أمرين أو أكثر فمن المهم أن يتأكد أنه لم يهمل واحدا أو أن يكتفي بكتابة سطور قليلة عنه بل يناقش كل موضوع بالقدر الذي يبرز أهميته .

الإطالة والإطناب :

وهذا أيضا يدخل في باب انعدام التوازن الذي ذكرناه آنفا. وليس هناك معيار للطول المثالي للبحث الجامعي, لأن الموضوع وحده هو الذي يحدد هذا الأمر وانما من المهم أن تكون المعالجة والصياغة موضوعية قدر الامكان وينشأ الخطأ من الحشو المبتذل والاطناب في الوصف والاسترسال دون ايراد معلومات ذات أهمية للموضوع. وهذا في النهاية يؤدي الى خروج الطالب عن موضوعه أو الى عدم جدوى ما يورده في هذا الشأن .

الأخطاء الإملائية :

مع التسليم بان الانسان غير معصوم من الخطأ فان كثرة الأخطاء المطبعية قد تؤدي في بعض الأحوال الى رفض البحث. وليست الأخطاء المطبعية مجرد قذى في العين, بل انها قد تقود الى سوء الفهم واختلاط الأمور وعدم الوضوح والى قلب الحقائق . لهذا يجب مراجعة البحث قبل تقديمه.

اتمنى لكم كل التوفيق