المرأة المهاجرة سرياً بين ثقافة الحريق(ك) وزواج الطريق

04.09.2015

المرأة المهاجرة هي امرأة لم تلد مهاجرة ولكن أجبرتها الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والبيئية لترك بلدها للعيش في بلد اخر اختارته هي او اختارته لها الظروف. إن مساهمة المرأة المهاجرة في التقليل من حدة الفقر ومشاركتهن في تحسين مستوي معيشة ذويهن ودول المنشأ من خلال المساعدات والتحويلات المالية التي يرسلنها الى عائلاتهن والتي تصل إلى مليارات الدولارات في الإيرادات السنوية يبرز أهمية وضع مجموعة من القواعد لمساندة المرأة المهاجرة وتسليط الضوء على قضيتهن، ودراسة التحديات والصعوبات التي تواجهن.

علينا أن نؤمن بأن المرأة “عنصر أساسي” برأس المال البشري وبالعملية الانتاجية وليست “عنصر إحتياطي”، وإذا ماجَحد متخذي وواضعوا السياسات ذلك فسوف ينتج عنها بالضرورة سياسات عرجاء! وعندما تصل نسبة النساء المهاجرات 50 % من مجموع المهاجرين الدوليين في العالم، وحوالي 95 مليون مهاجرة خلال بداية هذا القرن مؤشر على مدى مساهمتها في سوق العمل والحياة الاقتصادية والسياسية والمجتمعية في دول المنشأ و دول الاستقبال. ومع هذا فالجهود المبذولة بالماضي لأجل إضافة الجندر(النوع الاجتماعي) في الدراسات الخاصة بالهجرة تعتبر محدودة للغاية؛ والمهتمين بقضايا الهجرة كان جُل تركيزهم على الهجرة بشكل عام وأسبابها والعوامل المؤدية لها أكثر من تركيزهم على الجندر؛ وكأن المرأة متغير تابع للاسباب وليس متغير مستقل له أسبابه، بالرغم ان دراسة الدوافع والاسباب وراء هجرة المرأة بالضرورة تختلف عنها عند الرجل.

وفي ميدان الهجرة أيضاً يبدو ان المرأة قادرة على التحرك وتحمل مشاق الطريق والغربة والانتقال بمفردها او مع عائلتها، لكن علينا ان نعمق الدراسة ونسلط الضوء عن الامور السلبية التي تحدث اثناء تنقلها وخاصة أظهرت بعض الدراسات الحديثة مايعرف بظاهرة زواج الطريق، وهي وسيلة تلجأ لها المرأة بإتخاذ خليل يرافقها في الطريق بدعوة حمايتها من إعتداء الاخرين ومقابل الحماية التي يوفرها لها تقع المرأة فريسة لاطماعه وتتعرض للاستغلال والاتجار بها وانتهاك حقوقها وادميتها ، هناك ما يقرب من ثلاثة إلى أربعة ملايين امرأة وطفل سنوياً يجبرون على العمل في الدعارة أو على العمل القسرى في العالم.

وعليه، فظاهرة هجرة المرأة يفترض أن لا تتوقف فقط في دراسة الأسباب الخارجية للهجرة ومدى نجاحها في تحقيق الغرض المادي الذي هاجرت لاجله ولكن يجب الاقتراب أكثر من الاسباب الداخلية وحياتها الشخصية والعائلية والمهنية والنفسية والثقافية التى تركتها ببلد الاصل والجهود التي تبذلها لاعادة ترتيب حياتها الجديدة لتلائم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلد الاستقبال.

إن رصد أسباب ودوافع المرأة للهجرة لا يكون فقط بالاعتراف بتواجد النساء وتأثيرهن في ظاهرة الهجرة، أو إسقاط نفس العوامل والاسباب التقليدية التي تدفع بالرجل للهجرة؛ ولكن يفترض ان يتم ذلك بتقدير الدوافع التي تكون على علاقة مباشرة بالمرأة اي من زاوية نظرها كأنثى، ما يعني تقدير وجهة نظر النساء وخصوصياتهن وأسبابهن التي دفعتهن للتنقل. إن ذلك الاعتراف المبدئي ومن خلال سرد قصصهن يفرض نفسه كمرجعية أولية لإعادة تنشيط نماذج التفكير وآليات الحل حول هجرة المرأة.

جزء من بحث علمي أقوم به حالياً 4 سبتمبر 2015

طرابلس ليبيا